Episodios

  • الشيخ الشعراوي (15) - كيف تتوكل على الله ولا تخاف من المستقبل
    Mar 6 2025
    الشيخ الشعراوي يوضح أن التوكل على الله هو حالة إيمانية تجعل العبد يعيش مطمئنًا، لا يخاف من المستقبل ولا يقلق من تقلبات الدنيا، لأنه يعلم أن كل شيء بيد الله وحده. كان يبين أن التوكل ليس مجرد كلمات تقال، بل هو يقين في القلب بأن الله هو المدبر والمتحكم في كل الأمور، وأن ما يختاره لعبده هو الخير، حتى لو لم يدرك ذلك في اللحظة الحالية.

    الشعراوي كان يشير إلى أن التوكل لا يعني التواكل، فالعبد مطالب بأن يعمل ويبذل جهده، ولكن قلبه لا يكون متعلقًا بالأسباب، بل يكون معلقًا بالله. كان يقول إن المؤمن يجب أن يأخذ بالأسباب التي وضعها الله في الكون، سواء في الرزق أو العمل أو الصحة، لكنه في النهاية يعلم أن النتائج بيد الله. فمثلاً، الإنسان الذي يسعى لكسب الرزق عليه أن يعمل بجد، لكنه لا يقلق إن تأخرت النتيجة، لأنه يعلم أن الله هو الرزاق، وأنه سيعطيه ما كتب له في الوقت المناسب.

    كان الشيخ يذكر دائمًا أن من أعظم أسباب عدم الخوف من المستقبل هو الثقة في الله، فالعبد الذي يؤمن بأن الله أرحم به من نفسه، وأنه يدبر له الأمر بحكمة، لا يخاف مما سيأتي. كان يستشهد بقول الله تعالى: *"وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"* (الطلاق: 3)، ليبين أن الله كافٍ لعباده الذين يعتمدون عليه بصدق.

    من النقاط التي كان الشيخ يركز عليها هي التسليم لأمر الله والرضا بالقضاء. المؤمن الذي يفهم أن ما يصيبه هو لحكمة إلهية لا يخاف من الغد، لأنه يعلم أن الله لن يضيع تعبه، ولن يتركه دون عناية. كان يقول إن القلق من المستقبل يأتي من ضعف الإيمان، لأن الإنسان إذا كان واثقًا بأن الله هو المدبر فلن يخاف مما سيحدث غدًا.

    الشعراوي كان يشدد أيضًا على أهمية الدعاء كوسيلة لتعزيز التوكل، فالمؤمن الذي يتوجه إلى الله دائمًا بالدعاء، ويسأله الخير في مستقبله، يطمئن قلبه لأنه يعلم أن الله يسمعه ولن يخذله. كان يقول إن الدعاء هو سلاح المؤمن في مواجهة المجهول، لأنه يربطه بالله ويجعله مطمئنًا مهما تغيرت الظروف.

    كما كان يوضح أن التوكل الحقيقي يظهر في الأفعال، فالمؤمن الذي يتوكل على الله لا يعيش في قلق مستمر، بل يعيش في راحة نفسية، ويتعامل مع الحياة بروح مطمئنة، لأنه يعلم أن كل شيء مقدر بميزان إلهي دقيق. كان يضرب مثالًا بالطيور التي تسعى كل يوم للرزق دون أن تحمل هم الغد، لأن الله هو الذي يرزقها، فالمؤمن يجب أن يكون قلبه كذلك، يعمل ويسعى لكنه لا يحمل هم المستقبل.

    كان الشيخ يختم حديثه بأن التوكل على الله هو مفتاح السعادة والراحة النفسية، لأن الإنسان إذا أيقن أن كل شيء بيد الله، فلن يخاف من المجهول، ولن يعيش في دوامة القلق والتوتر، بل سيمضي في حياته مطمئنًا، متأكدًا أن الله لا يضيع عباده أبدًا.
    Más Menos
    50 m
  • الشيخ الشعراوي (14) - علامات قوة الايمان عند العبد
    Nov 8 2024
    الشيخ الشعراوي كان يوضح أن علامات قوة الإيمان تظهر جلية في حياة العبد من خلال تصرفاته وسلوكياته اليومية، وعلاقته بالله عز وجل. كان يبين أن قوة الإيمان ليست مجرد كلمات أو مظاهر، بل هي حالة من التوازن الداخلي والارتباط العميق بالله، تنعكس في أقوال العبد وأفعاله.

    أحد أهم علامات قوة الإيمان هو الثبات على الطاعة. كان الشعراوي يشرح أن المؤمن القوي هو الذي يلتزم بأداء الفرائض بانتظام وخشوع، مثل الصلاة في أوقاتها، والصيام، والزكاة. كما أنه يحافظ على النوافل، ويجعل العبادة جزءًا أساسيًا من حياته دون تقصير أو تهاون. هذا الالتزام بالطاعة يعكس الإيمان القوي الذي يدفعه للتمسك بحبل الله مهما كانت الظروف.

    الشعراوي كان يشير أيضًا إلى أن الصبر على الابتلاء من أبرز علامات قوة الإيمان. المؤمن القوي هو الذي يتقبل ما يقدره الله عليه برضا وصبر، سواء كان خيرًا أو شرًا. فهو يدرك أن كل ما يحدث له هو لحكمة يعلمها الله، ولذلك لا يجزع عند المصائب، بل يتوجه إلى الله بالدعاء والاستغفار، متيقنًا أن الفرج قادم.

    علامة أخرى كان الشيخ يركز عليها هي الاعتماد الكامل على الله. المؤمن القوي هو الذي يتوكل على الله في جميع أموره، مع الأخذ بالأسباب. كان الشعراوي يشرح أن التوكل لا يعني الكسل أو التواكل، بل يعني أن يكون العبد على يقين بأن الله هو المدبر لكل شيء، وأن كل ما يحدث في حياته هو وفقًا لمشيئته.

    من علامات قوة الإيمان التي كان يبرزها الشعراوي هي الابتعاد عن المعاصي ومحاربة الهوى. المؤمن القوي هو الذي يستطيع أن يقاوم شهواته ورغباته، ويبتعد عن المحرمات، مهما كانت مغرياتها. وهو الذي يراقب الله في كل تصرفاته، ويحرص على أن تكون حياته خالية من الذنوب والمعاصي.

    الشعراوي كان يذكر أيضًا أن محبة الله ورسوله هي دليل على قوة الإيمان. المؤمن القوي يشعر بحب كبير لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ويتبع سنتهما في كل صغيرة وكبيرة. هذا الحب يظهر في حرصه على طاعة الله، واتباع تعاليم النبي في حياته اليومية، وفي نشر الخير بين الناس.

    كذلك، كان يوضح أن الإحسان إلى الناس هو من علامات قوة الإيمان. المؤمن القوي ليس فقط ملتزمًا بعلاقته بالله، بل يهتم أيضًا بعلاقته مع الناس، فيعاملهم بالعدل والرحمة، ويحرص على مساعدتهم وإدخال السرور إلى قلوبهم، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

    الشيخ الشعراوي كان يختتم حديثه عن قوة الإيمان بأن هذه القوة ليست شيئًا يولد به الإنسان، بل هي ثمرة مجاهدة النفس، والالتزام بطاعة الله، والصبر على المصاعب. كان يحث على الاستمرار في العمل الصالح، لأن قوة الإيمان تزيد بالعبادة والدعاء والتقرب من الله، وهي الطريق الحقيقي للسعادة في الدنيا والآخرة.
    Más Menos
    31 m
  • الشيخ الشعراوي (13) - ما المقصود بـ "لا تيأسوا من روح الله" ؟
    Oct 4 2024
    الشيخ الشعراوي كان يشرح معنى "لا تيأسوا من روح الله" بشكل عميق، موضحًا أن هذه العبارة تحمل رسالة كبيرة ومؤثرة في حياة المؤمن. كان يبين أن "روح الله" تعني الرحمة والعطاء الإلهي الذي لا ينقطع، مهما كانت الظروف. كان يوضح أن الله سبحانه وتعالى ليس ببعيد عن عباده في وقت الشدة، بل هو دائمًا قريب منهم ومستعد لإجابة دعائهم إذا كانوا صادقين في توبتهم واستغاثتهم.

    كان الشعراوي يربط هذه العبارة بما ورد في القرآن في عدة مواضع، مثل قوله تعالى: *"وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"* (يوسف: 87)، حيث كان يُظهر أن هذه الدعوة إلى الأمل والإيمان بالله تأتي في وقت الشدة والبلاء، حين يظن الإنسان أن لا مخرج له من الأزمات التي يمر بها. كان الشعراوي يشرح أن **اليأس** من **روح الله** هو **اليأس من رحمة الله**، وأن المؤمن مهما وصل إلى أقصى درجات الهم والغم، يجب أن لا ييأس من رحمة الله وعونه.

    الشيخ كان يوضح أن هذه الآية تدعو المؤمنين إلى **التفاؤل**، لأنها تذكرهم أن **الله قادر على تغيير الحال** في أي وقت. إذا كان الله قد خلق الإنسان من لا شيء، فهو قادر على أن يغير ظروفه ويمنحه الأمل، مهما كانت محنته. الشعراوي كان يقول إن الله يفتح أبوابًا للرحمة والعون، قد لا يتصورها الإنسان في البداية، لكن عليه أن يثق بأن الله لا يترك عباده الذين يثقون به ويعتمدون عليه.

    كما كان يلفت إلى أن **"لا تيأسوا من روح الله"** تعني أن الإنسان يجب أن يتذكر دائمًا أن الله هو **الرحمن الرحيم**، وأن **الله واسع المغفرة**، حتى لو أخطأ الإنسان أو وقع في معصية. كان الشيخ الشعراوي يبين أن أي إنسان مهما ارتكب من ذنوب، يمكنه العودة إلى الله بالتوبة والاستغفار، لأن رحمة الله تشمل الجميع ولا تنقطع أبدًا.

    كان الشعراوي يشدد أيضًا على أن **اليأس من روح الله** هو نوع من **الجهل** بالله، لأنه يعني التشكيك في قدرة الله على المغفرة والتغيير. لذلك، كان يحث الناس على ألا يتبعوا الشيطان عندما يحاول أن يجعلهم يظنون أن لا مفر من أزماتهم، بل يجب أن يكون لديهم اليقين في قدرة الله على فرج الكربات وتحقيق الأماني.

    باختصار، كان الشيخ الشعراوي يختتم حديثه بأن **"لا تيأسوا من روح الله"** هي دعوة عظيمة للمؤمنين لكي لا يستسلموا لليأس مهما كانت التحديات، وألا يفقدوا الأمل في أن الله قادر على أن يغير الأمور في لحظة. هي دعوة للتوكل على الله، والثقة في رحمته وعونه الذي لا ينتهي.
    Más Menos
    47 m
  • الشيخ الشعراوي (12) - ماهو اليقين؟
    Sep 25 2024
    الشيخ الشعراوي كان يشرح معنى اليقين بشكل عميق جدًا، موضحًا أنه يعني الاطمئنان الكامل والإيمان الراسخ في القلب بكل ما أخبرنا الله به في كتابه الكريم، وكل ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم. كان يبين أن اليقين هو أعلى درجات الإيمان، حيث لا يبقى في قلب المؤمن شك أو تردد في ما وعده الله من الخير في الدنيا والآخرة.

    كان الشعراوي يشير إلى أن اليقين يعني التصديق التام لما جاء من الله، أي أن المؤمن يصدق في قلبه وعقله بما جاء في القرآن الكريم وبما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، دون أدنى شك أو ريب. فهو ليس مجرد إيمان عابر أو اعتقاد سطحي، بل هو إيمان عميق يمتزج بالثقة المطلقة في الله وفي وعده، وفي أن كل ما يقدره الله لعباده هو خير لهم، حتى وإن كانت الظواهر تدل على غير ذلك.

    كما كان يوضح أن **اليقين** لا يتوقف فقط على التصديق بما ورد في النصوص الدينية، بل يتضمن أيضًا **الثقة في قدرة الله** على تغيير الأحوال وتدبير الأمور. المؤمن الذي لديه يقين يعرف أن الله هو الذي يملك الأمر كله، وأنه لا شيء يحدث في الكون إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى. كان الشعراوي يضرب مثالًا في ذلك بالآيات التي تتحدث عن **اليقين في قدر الله**، مثل قوله تعالى: *"إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"*، حيث أن المؤمن يكون متأكدًا من أن الفرج قادم مهما طالت الصعاب.

    الشيخ الشعراوي كان يذكر أن **اليقين** ليس فقط في الفهم العقلي، بل يجب أن يظهر في **العمل**. فاليقين الذي يتصف به المؤمن يظهر في أفعاله، فهو يلتزم بأوامر الله ويصبر على الابتلاءات، ويعلم أن الله لا يختار لعباده إلا الأفضل لهم. بل كان يوضح أن **الذروة في اليقين** هي أن يكون المؤمن راضيًا بما يقدره الله عليه، ويعلم أن كل ما يحدث له هو جزء من إرادة الله، ويثق أن ما يقدر له هو الخير، حتى وإن كانت الظروف غير مفهومة أو مؤلمة في البداية.

    بالإضافة إلى ذلك، كان الشعراوي يشير إلى أن **اليقين** هو من أهم أسباب **الطمأنينة** في الحياة، لأن المؤمن الذي يتحلى باليقين لا يهتز أمام المشاكل أو الشدائد، بل يبقى ثابتًا لأنه على يقين أن الله معه ولن يتركه. كما كان يوضح أن اليقين هو الذي يعطي القوة في مواجهة الحياة وتحدياتها، لأنه يجعل الإنسان قادرًا على **الصبر** والاحتساب والتوكل على الله في كل أموره.

    الشيخ الشعراوي كان يختتم دائمًا حديثه عن اليقين بتأكيد أن **اليقين** لا يتوقف فقط على الإيمان بالله، بل يشمل أيضًا الإيمان برسوله والكتب السماوية والآخرة، وأي نقص في هذا اليقين يجعل الإيمان غير كامل. لذا، كانت دعوته للمسلمين أن يسعوا لتعميق يقينهم بالله وبكل ما جاء من رسالات إلهية، لأن هذا هو السبيل لتحقيق الراحة النفسية والسلام الداخلي.
    Más Menos
    47 m
  • الشيخ الشعراوي (11) - ما المقصود بـ "اتق الله"؟
    Sep 6 2024
    الشيخ الشعراوي كان يشرح معنى عبارة "اتق الله" بشكل عميق وشامل، حيث كان يوضح أن هذه الكلمة تحمل في طياتها معاني عظيمة ودروسًا روحية وأخلاقية. كان يبين أن التقوى في الأصل تعني أن يتقي الإنسان غضب الله وعقابه، وأن يبتعد عن المعاصي والذنوب ويعمل بما يرضي الله في جميع أقواله وأفعاله. كما أن التقوى ليست مجرد كلمات تقال، بل هي حالة من الوعي الكامل بالله سبحانه وتعالى في كل لحظة من حياة الإنسان.

    الشيخ الشعراوي كان يوضح أن "اتق الله" تعني أن يكون الإنسان دائمًا في حالة من الخوف من الله والخشية منه، بحيث يلتزم بالابتعاد عن المعاصي التي قد تغضب الله. وكان يقول إن التقوى تشمل الخوف من الله الذي يدفع الإنسان إلى أن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسب، ويحرص على العمل بما يرضي الله والابتعاد عن كل ما يعكر صفو العلاقة مع الله.

    كان الشعراوي يربط بين التقوى وبين **الوعي الكامل بوجود الله** في كل وقت، في السر والعلن. فالإنسان التقي هو الذي يعلم أن الله يراه في كل مكان، سواء في حال تواجده مع الناس أو وهو وحيد في مكانه، ويستشعر هذا الوجود الإلهي في كل لحظة. لذلك، كان الشعراوي يوضح أن التقوى لا تعني فقط الامتناع عن فعل السيئات، بل تعني أيضًا **القيام بالطاعات** والالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى، مثل الصلاة، والزكاة، والصوم، وحسن التعامل مع الناس.

    الشعراوي كان يشير إلى أن **"اتق الله"** هي دعوة إلى **الالتزام بالحدود التي وضعها الله** في الدين. هي دعوة للإنسان لأن يكون لديه ضمير يقظ، يراقب الله في كل تصرفاته، وأن يسعى دائمًا لتحقيق العدالة والرحمة في معاملاته مع الآخرين. التقوى تعني أن يتحلى الشخص بالأخلاق الحسنة، ويبتعد عن الكذب، والغش، والظلم، ويتعامل مع الآخرين بالصدق والاحترام.

    كما كان الشعراوي يربط **التقوى** بعدم الاستهزاء أو الاستهتار بأوامر الله، خاصة في المواقف التي قد تكون صعبة أو تتطلب تضحيات. كان يوضح أن المتقي هو الذي يظل ثابتًا في طاعته لله، ولا يسمح للهوى أو للظروف أن تضعف عزيمته.

    باختصار، **"اتق الله"** عند الشيخ الشعراوي هي دعوة للإنسان لكي يعيش حياته بشكل يخشى فيه الله في كل لحظة، ويعمل على إصلاح نفسه، ويكون دائمًا في حالة من الوعي والمراقبة لله سبحانه وتعالى، وهذا هو الطريق الحقيقي للوصول إلى مرضاة الله والنجاة في الدنيا والآخرة.
    Más Menos
    45 m
  • الشيخ الشعراوي (10) - لماذا انتـ ـقم فرعون من ذرية بني إسـ ـرائيـ ـل؟
    Jul 26 2024
    الشيخ الشعراوي كان يشرح في تفسيره للقرآن الكريم أسباب انتقام فرعون من ذرية بني إسرائيل، موضحًا أن هذا الانتقام لم يكن عشوائيًا، بل كان مدفوعًا بمشاعر الكبر والتعالي التي كانت تسكن قلب فرعون، بالإضافة إلى خوفه من تهديدهم لعرشه وسلطانه. كان الشعراوي يوضح أن فرعون كان يعتبر نفسه إلهًا على الأرض، وكان يعتقد أن من يهدد سلطته أو يعترض على استبداده هو تهديد يجب القضاء عليه.

    كان الشيخ يبين أن فرعون كان يرى في بني إسرائيل تهديدًا مباشرًا لملكته. فبعد أن نما عددهم وكثروا في مصر، بدأ فرعون يشعر بالخوف من قوتهم وتوسعهم، خاصة مع وجود نبي الله موسى عليه السلام الذي كان يدعو إلى التوحيد ويعارض حكم فرعون الطاغي. كان فرعون يظن أن دعوة موسى عليه السلام لتوحيد الله ورفض عبادة فرعون نفسه، قد تزعزع سلطته بين شعبه، فقرّر الانتقام من بني إسرائيل لتخويفهم وإخضاعهم.

    أما عن السبب الرئيسي وراء قسوة هذا الانتقام، فقد كان **حقد فرعون** على بني إسرائيل بسبب أنهم كانوا يعيشون في مصر كأقلية تحت حكمه، رغم أنهم كانوا من نسل يعقوب عليه السلام الذي كان يعتبر من الأنبياء الكبار في تاريخ الأمة الإسلامية. فرعون كان يتفاخر بلقب الإله ويشعر أن أي شخص يعتقد أنه يمتلك حقًا أكبر من سلطته الشخصية يعتبر تهديدًا يستحق العقاب. لذلك، أطلق سلسلة من الإجراءات الانتقامية ضد بني إسرائيل، بما في ذلك قتل أبنائهم واستعبادهم.

    الشيخ الشعراوي كان يوضح أن هذه الأفعال لم تكن مجرد ردود فعل عاطفية، بل كانت محاولة من فرعون لتحطيم إرادة بني إسرائيل وقمعهم حتى لا يقفوا في وجه سلطته. كان يعتقد أن إضعافهم وحرمانهم من حقوقهم سوف يجعلهم أكثر طواعية له، وبالتالي يستطيع الحفاظ على ملكه وسلطانه دون تهديد.

    وفي نفس الوقت، كان الشيخ الشعراوي يبين أن **إرادة الله** كانت تتدخل في هذه الأحداث بشكل قوي، فبغض النظر عن محاولات فرعون لتدمير بني إسرائيل، كان الله سبحانه وتعالى قد اختار موسى عليه السلام ليكون مخلصًا لبني إسرائيل. كانت هذه المعركة بين الطغيان والحق، والظلم والعدل، وكانت النهاية أن الله ألقى بفرعون وجنوده في البحر، محققًا النصر لبني إسرائيل.

    كان الشيخ الشعراوي يختتم دائمًا بأن ما فعله فرعون كان **نتيجة للغرور والتكبر**، ففرعون كان يعتقد أن لا أحد قادر على هزيمته أو الوقوف في وجهه. ولكن النهاية كانت أن الله هو الذي يحكم، وأن الطغاة مهما عظمت قوتهم، فإنهم في النهاية سيواجهون العواقب.
    Más Menos
    47 m
  • الشيخ الشعراوي (9) - كيف يظلم الإنسان نفسه؟
    Jul 19 2024
    الشيخ الشعراوي كان يوضح أن ظلم الإنسان لنفسه هو أحد الأخطاء الكبيرة التي يمكن أن يقع فيها، وكان يبين أن هذا الظلم ليس مقتصرًا على التعدي على الآخرين، بل يشمل أيضًا أفعالًا تؤذي النفس نفسها. كان يشرح أن ظلم النفس يحدث عندما يتجاوز الإنسان حدود الله ويقع في المعاصي والذنوب، فيؤذي بذلك نفسه روحيًا وعقليًا وجسديًا.

    أحد أبرز أشكال ظلم الإنسان لنفسه هو **الابتعاد عن الطريق المستقيم**، حيث أن الإنسان عندما يبتعد عن اتباع أوامر الله ويشغل نفسه في ملذات الدنيا دون التفكر في عواقب هذه الأفعال، فإنه يظلم نفسه بشكل مباشر. كان الشيخ الشعراوي يشير إلى أن هذا النوع من الظلم يؤدي إلى تضييق القلب، ويخلق فجوة في العلاقة مع الله، وبالتالي يجعل الإنسان في حالة من الشقاء الداخلي، رغم أنه قد يظن أن ما يفعله هو سبب لسعادته.

    الشعراوي كان يوضح أيضًا أن **الظلم الأكبر للنفس** هو عندما يعتقد الإنسان أن التوبة مغلقة أمامه، فيستمر في ارتكاب المعاصي دون نية للرجوع إلى الله. كان يشير إلى أن الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن *"إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا"*، ما يعني أن الظلم الذي يقع فيه الإنسان عندما يعتقد أن الله لن يغفر له هو ظلم كبير لنفسه، لأنه يرفض فرصة التوبة التي تفتح له.

    كذلك، كان الشيخ يبين أن الإنسان يظلم نفسه عندما **يؤخر التوبة** أو يتأخر في العودة إلى الله، ويظل في حالة من التراخي، مما يسبب له أضرارًا نفسية وروحية كبيرة. كان يشير إلى أن التأجيل في التوبة ليس من حكمة الإنسان، بل هو نوع من **الغرور بالوقت** والتأجيل إلى وقت غير معلوم.

    الشيخ الشعراوي كان أيضًا يشدد على أن الإنسان يظلم نفسه عندما **يؤثر في حياة الآخرين بالسلب**، مثل أن يؤذي الناس بالكلام أو الفعل، أو أن يتسبب في أذى للآخرين دون أن يراعي حقوقهم. فهو بذلك يرتكب معصية تُثقل كاهله، وتشوه علاقاته بالآخرين، وبالتالي يعيش في شقاء بسبب هذه الأفعال.

    أخيرًا، كان الشعراوي يحذر من **ظلم النفس بسبب المعاصي** التي قد تؤدي إلى الانغماس في الفتن والشهوات، وبالتالي تقود الشخص إلى الهلاك. كان يوضح أن أحيانًا الإنسان قد يظن أن الارتباط بهذه المعاصي سيمنحه السعادة، لكنه في الواقع يظلم نفسه ويزيد من تعاسته، لأنه يبتعد عن الحقيقة والراحة التي تأتي من التقوى والإيمان.

    الشيخ كان يختتم دائمًا هذا الموضوع بتأكيد أن الله لا يظلم الناس، بل هم الذين يظلمون أنفسهم عندما يبتعدون عن طاعته، وأن العودة إلى الله بالتوبة والندم هي الطريق الوحيد للنجاة.
    Más Menos
    44 m
  • الشيخ الشعراوي (8) - الفرق بين الاستغفار والتوبة في القرآن
    Jul 12 2024
    الشيخ الشعراوي كان يشرح الفرق بين الاستغفار والتوبة في القرآن بشكل واضح، مبينًا أن كلاهما له معانٍ وأهداف مختلفة رغم تداخلهم في بعض الأحيان. كان يوضح أن الاستغفار هو طلب المغفرة من الله عن الذنوب والمعاصي التي ارتكبها الإنسان، وهو تعبير عن الندم والاعتراف بالخطأ وطلب العفو من الله سبحانه وتعالى. كان الشيخ يشير إلى أن الاستغفار يكون في حال استمرار الإنسان في الذنب، وأنه يأتي بشكل عام كدعاء يطلب فيه العبد من ربه أن يغفر له ما وقع فيه من خطايا دون أن يكون بالضرورة قد توقف عن الذنب بعد.

    أما التوبة، في رأي الشعراوي، فهي أعمق وأشمل من الاستغفار، حيث أن التوبة لا تقتصر على طلب المغفرة فقط، بل تشمل أيضًا الرجوع إلى الله والابتعاد عن المعصية بشكل نهائي. التوبة هي العودة إلى الله بعد الانصراف عنه، وتعني التوقف عن الذنب، والندم على ما فات، والنية الصادقة بعدم العودة إلى ذلك الذنب مرة أخرى. وكانت التوبة في القرآن الكريم هي العهد الجديد بين العبد وربه، الذي يتعهد فيه العبد بعدم العودة إلى الذنب.

    الشعراوي كان يوضح أن الاستغفار يمكن أن يكون في أي وقت، وقد يُطلب من الله لتخفيف العذاب أو لتطهير النفس من الذنوب. أما التوبة فهي عملية شاملة تتضمن التغيير الكامل في سلوك الشخص واعترافه بتقصيره مع الله، وبالتالي هي بداية جديدة مع الله. كان الشيخ يشير إلى أن التوبة تكون دائمًا مقرونة بالعزم على عدم العودة إلى الذنب، وأن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة عن عباده مهما كانت خطاياهم طالما أنهم توبوا بصدق.

    كان الشيخ يلفت أيضًا إلى أن التوبة تشمل الأمور التي تتعلق بحق الله وحقوق الناس، فهي ليست فقط رجوعًا إلى الله ولكن أيضًا إعادة الحقوق إلى أصحابها، مثلما ذكر في القرآن في قوله تعالى: *"إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَفَصَّلُوا"*، حيث أن الإصلاح في الأمور يعني العزم على تصحيح الأوضاع السابقة.

    بشكل عام، كان الشيخ الشعراوي يؤكد على أن **الاستغفار** يكون طلبًا للمغفرة فقط، وهو مرتبط بالمغفرة للذنوب، بينما **التوبة** هي عملية تحول وتغيير كامل في حياة الإنسان، تتضمن التوبة من المعاصي والرجوع إلى الله عز وجل بحسن نية وعزم على عدم العودة إلى الذنب.
    Más Menos
    44 m
adbl_web_global_use_to_activate_T1_webcro805_stickypopup